30/10/20

-١-
  صحيح أن ما بُنيّ على باطل فهو باطل فما قامت بها لجنة مناع ووجدي التمكينية الظالمة من حملات إعتقالات واسعة النطاق لمنسوبي الحركة الإسلامية ليس منسوبي الحزب الوطني فحسب دون تهم مسبقة سوى فقدان الحيلة والعجز عن تقديم حلول يرضى بها الشعب السوداني الصابر، فحاولوا تخديره عبر حملات الإعتقال الجائر، فما هذا إلا حيلة الضعفاء والعاجزين وهذا أيضاً سيزيد من العداوات ومباعدة الشُقّة بين أبناء الوطن الواحد وضرب الثورة في مقتل الذي لم يتبقى منها سوى شعاراتها بإختراقهم لها وتوقيف كتاب وأصحاب أقلام جريئة وصريحة في قول الحق ولا يبالون عن قولها، فالحرية التي سمعناها حينذاك أيام الثورة أصبحت محصورة فقط في التعري والجهر بالمعصية ولا قانون أو عدالة تسود إلا سياسة قانون «الغاب» ولا سلام يرتجى حتى بعد جوبا ودليل ذلك المشاكل التي إندلعت في شتى مدن البلاد، فكل الأحكام والقوانين التي سنّوها وبالأحري التي ترزوها ماهي إلا خدمة لأجنداتهم الشخصية الدنيئة والرخيصة، فكل مآربهم إنكشفت وأغراضهم عُرفت وسوءاتهم بانت ونتانتهم خرجت.. 

-٢-
  فالقطيع لا يبالي عن هكذا أفعال غير قانونية لأنهم ضعفاء ومع ذلك لا يرون إلا أنفسهم، فعارٌ على اللجنة الظالمة أن تعتقل دون حياء أو خجل، فأدوات القمع اللا مشروعة لتحقيق أجندتها عبر إستثمار أو إستغلال عواطف الشعب السوداني وهو الداعم في تحقيق أغلب السياسات في بادئ الأمر، في حين تصبح حقوق الشعب مرهونة برعونة تلك القوة وبعدها عقلية مغيبة تماماً وكأن لغة الحوار وبذا إستخدام قانون فوضوي دون إلتفاتة للقيم الأخلاقية والإجتماعية وكأن الشعب أصبح عبارة عن مواد أولية، فتنافسهم فيما بينهم مستعينين بشعارات تسويقية ومستهلكة وإختيار الشعارات التي يتوق لها المواطن، فالبعض يعتمد على العقل في الحوار والبعض الآخر يختار الرعونة والتصعيد خطاباً له، فلذلك لا نجد أي تقدم في مشاريع الثورة مهما تشدق قحت بالإنسانية والأخلاق..

-٣-
  ولكني أطرح سؤالاً ما فائدة إعتقال الكتاب من أمثال الأستاذ الطيب مصطفى والأستاذ إسحق فضل الله وغيرة أبناء الحركة الإسلامية في بقية مدن السودان وفك أسرهم في اليوم التالي..؟ ألم يكون هذه الرعونة زاتها..؟بل وهل يوجد رعونة أكثر من هذا..؟ بل وكيف للجنة أن تعتقل وتحاكم..؟ وهل هذه اللجنة هي الجهة المخولة لها الإعتقال..؟ ألم أقل لكم أن الثورة لم يتبقى منها سوى شعاراتها..؟ وأن العدالة مفقودة..؟

لمسـة أخـيرة
   فلابد من أن يأتي يوم ويخرج هؤلاء المظلومين من سجونكم اللا قانونية ومن أن يأتي يوم وينكشف فيها عدم مهنيتكم في التعاطي مع سياسات تزيح عن المواطن كاهل العناء وضغوطات الحياة ومن أن يعرف جموع الشعب السوداني عدم أهليتكم وتوفيقكم في أداء وعدالة حكومتكم ومن أن يأخذ كل ذي حق حقه ومن سلبكم عرايا أمام بوابات التاريخ..
وليس هذا كل ما هناك.

كاتب المقال